الرئيسية » الأخبار » متفرقات » معركة جامع اللخمي “فصل جديد من حرب قديمة” بقلم مروان جدة

معركة جامع اللخمي “فصل جديد من حرب قديمة” بقلم مروان جدة

معركة جامع اللخمي : فصل جديد من حرب قديمة
بقلم : مروان جدة

” و نحن نقول بأنه لا يجوز و يحرم شرعا تعطيل صلاة الجمعة في أي مسجد و في أي بيت من بيوت الله ” بهذه الفتوى علق ” عزيز صفاقس ” ميمون الكراي على قرار رفضه للجمعة الثالثة على التوالي من قبل أغلب مصلي جامع اللخمي بصفاقس .

و دون الخوض في صحة الفتوى الشاذة , شذوذ الخطيب الذي يريد غصبا أن يؤم قوما و هم له كارهون ( أو له مانعون ) , و لكن لو إفترضنا صحتها , وإستسلمنا جدلا لأدلتها , التي ” دمغت ” نخب ” مرخوفة ” فحولتها إلى نخب ” متشددة ” حريصة على بيوت الله , و عاضة بالناجذ على سنن رسول الله .

فأين شجب هؤلاء لإقتحام الأمن الجمهوري العظيم و منذ حكومة الترويكا لأكثر من مائة مسجد بحثا عن السراب لمكافحة الإرهاب ؟
أين تنديدهم بغلق عشرات المساجد في حكومة ” المهدي المنتظر ” بدعوى ” أنها خارجة على السيطرة ” ؟

أين إستنكارهم و حكومة الصيد تغلق في شهر رمضان أكثر من ثمانين حتى ” تسوي وضعيتها الإدارية ” ؟

أين قلقهم من غلق جامع المركب الجامعي المنار لأكثر من شهر بحجة ” عدم إيجاد الإطار الديني المناسب ” , و هو عذر لم يجرؤ المخلوع عليه الذي أغلق نفس المسجد لأكثر من سبع سنوات بسبب القيام بإصلاحات , تبين بعد الثورة أنها ” إشاعة ” و أن بيت االله تحول إلى بيت خمر و دعارة . ؟ !

أين ” زيتونيتهم ” و جامع القصبة التاريخي المشيد منذ أكثر من ألف سنة لا يزال مغلقا للسنة الرابعة على التوالي و دون أي سبب يذكر ؟
أين ورعهم و جل الموظفين و الطلبة و التلاميذ من حقهم في ممارسة معتقدهم و القيام بفرائضهم الدينية بعد غلق جل بيوت الصلاة في المعاهد و الجامعات و المؤسسات حفاظ على ” النمط التونسي ” من ” المظاهر الدخيلة ” عليه !

لاذ حينها ” الإسلام التونسي ” بالصمت , و تحصنت ” المالكية ” بالفرار , و لم نسمع للنخب ” التقية ” ركزا , و لا للشخصيات ” النقية ” همزا .. و تحول الرافضون بإستمرار للتعيينات بحجة الكفاءة , إلى قابلين بتنصيب ” أئمة ” و لو عرف عنهم البذاءة !

هؤلاء لم “يتشددوا ” نصرة للمساجد , و لم ” يثوروا ” حفاظا على معتقد ” الراكع الساجد ” . معركتهم لم تكن دفاعا عن البطيخ , أو إنتقاما من الجوادي , هو فصل جديد , من حرب قديمة في بلادي ..

حرب باردة ” مؤقتا ” و لكنها ستشتعل يوما و حتما , إذا ما تواصلت سياسة ” من يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” ف ” يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين ” .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*